الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
حكم من ينكر وجود الجن ومدى تأثير ذلك على العقيدة
سؤال: في عصرنا الحاضر كثر حديث الناس عن تلبس الجن بالإنس ودخولهم فيهم رأس> ومن الناس من ينكر ذلك، بل إن البعض ينكر الجن إطلاقًا، فهل لهذا تأثير على عقيدة المسلم ? وهل ورد ما يلزم بالإيمان بالجن رأس> ثم ما الفرق بينهم وبين الملائكة؟
سؤال> الجواب: إنكار وجود الجن رأس> كفر وردة عن الإسلام؛ لأنه إنكار لما تواتر في الكتاب والسنة من الأخبار عن وجودهم، فالإيمان بوجودهم من الإيمان بالغيب؛ لأننا لا نراهم وإنما نعتمد في إثبات وجودهم على الخبر الصادق، قال -تعالى- في إبليس وجنوده: رسم> إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ قرآن> رسم> .
أما إنكار دخولهم في الإنس فلا يقتضي الكفر، لكنه خطأ وتكذيب لما ثبت في الأدلة الشرعية والواقع المتكرر وجوده، لكن لخفاء هذه المسألة لا يكفر المخالف فيها، ولكن يخطَّأ لأنه لا يعتمد في إنكار ذلك على دليل وإنما يعتمد على عقله وإدراكه، والعقل لا يتخذ مقياسًا في الأمور الغيبية، وكذلك لا يكون العقل مقدَّمًا على أدلة الشرع إلا عند أهل الضلال، والفرق بين الجن والملائكة من وجوه:
الوجه الأول: من وجهة أصل الخلقة؛ فالجن خلقوا من نار السموم، والملائكة خلقوا من نور.
الوجه الثاني: أن الملائكة عباد مطيعون لله مقربون مكرمون، كما قال -تعالى- رسم> بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ قرآن> رسم> وقال -تعالى- رسم> لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ قرآن> رسم> .
أما الجن فمنهم المؤمن ومنهم الكافر كما قال -تعالى- إخبارًا عنهم، قال -تعالى- رسم> وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ قرآن> رسم> ومنهم المطيع ومنهم العاصي، قال -تعالى- رسم> وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا قرآن> رسم> إلى غير ذلك من الآيات .
مسألة>